ندوة معاناة البدون في الخليج: ESOHR البدون في السعودية في سجن كبير ويخشون المطالبة بحقهم بسبب القمع

20 September، 2016

في تطور ملفت في معالجة ملف مشكلة البدون في السعودية والخليج، أقامت عدد من المنظمات الحقوقية في مجلس حقوق الإنسان في جنيف ضمن الدورة 33 لمجلس حقوق الإنسان، ندوة في 15 سبتمبر 2016بعنوان: (البدون: مأزق عديمي الجنسية في الخليج) حاولت تسليط الضوء على وضع فاقدي الجنسية في تلك الدول.

الندوة تأتي بعد تصاعد اليأس والإحباط لدى البدون جراء استمرار المشكلة. وحول عديمي الجنسية في السعودية، قدمت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان مداخلة عبر رئيس المنظمة علي الدبيسي، سرد خلالها  ملاحظاته حول البدون في السعودية، وأوضح أن كل السعوديين وبما في ذلك البدون، يخشون المطالبة بحقوقهم مخافة القمع، الذي تمارسه السلطات السعودية ضد كل الأصوات المعارضة أو المطالبة بالحقوق.

المنظمة في مداخلتتها اعتبرت أن المشكلة تكمن في غياب دستور في السعودية لحماية المواطنين أو عديمي الجنسية، وتساءلت عن أسباب عدم حصول قضية البدون على تغطية كافية كباقي إنتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، مقدمة في ذلك بعض الإجابات. وأشارت المداخلة إلى إعتقال مجموعة من البدون في السعودية لمطالبتهم بحقهم في الجنسية أو أي حلول أخرى، معتبرة أنهم يعيشون في السعودية في سجن كبير مع غياب حقوق الإنسان ومعايشتهم الحرمان، مايدفعهم إلى أوضاع نفسية متأزمة، ضاربة مثالا بتركي العتيبي الذي أنهى حياته بالإنتحار جراء معاناته.

من جهتها سردت عضو منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان أرين سغمون المشاكل التي يواجهها البدون للحصول على خدمات حكومية ومدنية بسبب انعدام الجنسية، مشيرة إلى الصعوبات التي تلاحقهم في الحصول على شهادات الوفاة وبطاقات الهوية الحكومية، واوضحت بان أجيالا عديدة من البدون لازالوا بلا جنسية بالرغم من نشأتهم في دول الخليج. وبيّنت سغمون أن نساء البدون في السعودية يعايشون مشاكل مضاعفة بسبب نظام الوصاية.

وتساءلت كيف يمكن لأبناء البدون العيش في بلد لا يعترف بجنسيتهم، داعية السعودية والكويت الى منح حق الجنسية للبدون واعطائهم الحق بالتمتع بالخدمات العامة. الناشط الحقوقي الكويتي نواف الهندال شارك في الندوة بكلمة عبر سكايب ووصف مشكلة البدون بالمعقدة للغاية.

الهندال بيّنَ ان امير الكويت وعد بحل مشكلة البدون سابقا لكنه لم يف بوعده، موضحا بأن الكويت عملت على حصول عديمي الجنسية لديها على جنسية جزر القمر، بالرغم من نشأتهم في الكويت، معتبرا أن ذلك نوعا من الإتجار بالبشر.

ومن معهد عديمي الجنسية بهولندا، أعربت الناشطة زهرة البرازي عن صدمتها لدى لقائها بعدد من عديمي الجنسية في دول مجلس التعاون، وأوضحت بأن القضية لا تنتهي عند البدون بل تشمل مجموعات اخرى من عديمي الجنسية. وأشارت البرازي الى ان هناك العديد من الآثار النفسية على الذين يعيشون دون جنسية. وأختتمت مديرة الندوة أماندا ميلاني الندوة بفتح باب النقاش، الذي تناول في جزء منه نقاش الأعمال الإنتقامية التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في السعودية. وكانت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان قد أصدرت تقريرا في مارس العام 2016، طرحت فيه معاناة عديمي الجنسية في السعودية، أشارت فيه إلى أن أعدادهم تتجاوز الربع مليون نسمة بحسب الأرقام الرسمية.

EN