معاناة عديمي الجنسية في السعودية شائكة، وتحتاج لحل جذري سريع

21 يونيو، 2021

مشكلة  عديمي الجنسية في المملكة العربية السعودية هي مشكلة شائكة لم تُعطَ أهمية كبيرة من قبل الحكومة السعودية وإنما همشتها وأخفتها ومنعت الجمعيات الحقوقية العالمية في الدخول في العمق السعودي للبحث عنها وكتابة تقارير  حقيقية تحصي عدد الناس الذين هم عديمي جنسية في السعودية بل ويقال أن بعض الجمعيات الحقوقية يمتنعون عن الضغط على السلطات السعودية خوفاً من قطع الدعم المادي الذي تعطيه لهم السعودية وهذا أمر مؤسف .

إن عديمي الجنسية في السعودية يعانون من مشاكل عدة. من هذه المشاكل مشكلة عدم قدرتهم على التعلم حيث لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس الحكومية الرسمية وإنما يتعلمون في مدارس غير نظامية يفتحها ناس متطوعون داخل الأحياء المهمشة بدون موافقة الحكومة السعودية، وإذا علمت بها الحكومة السعودية تشن عليها مداهمة وتعتقل القائمين عليها وتغلقها، والهدف من هذا هو رغبة الحكومة السعودية أن يكون هناك فئة مهمشة تستغلها الطبقات الأخرى من المجتمع. الهدف الأساسي من فعل الحكومة السعودية هذا؛ هو خلق فئة من الناس داخل المجتمع السعودي من صفاتها الجهل والفقر ومكانة اجتماعية متدنية لأن المجتمع قائم على الطبقية والأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب وفقير معدم موضع ازدراء في نظر المجتمع وهذا أمر تزرعه الحكومة السعودية في أذهان الطبقات الأخرى من المجتمع .

من هذه المشاكل أيضا مشكلة عدم القدرة على العمل بشكل رسمي يضمن للإنسان كرامةً وحقوقاً محفوظةً، فالغالبية من هذه الفئة هم من أصحاب المهن البسيطة يكدحون في أسواق الخضار ومغاسل السيارات وغيرها من مجالات الكدح الشاقة، ويعملون خدماً في القصور  حيث تنتهك حقوقهم وربما فقد الإنسان حياته ، والكلام عن استغلال هذه الفئة  فيما يخص العمل وكسب الرزق يطول أختصر وأقول إنهم يعانون انتهاكات جسيمة ومؤلمة ومروعة .

وأيضا من المشاكل التي يعانيها عديمو الجنسية في السعودية عدم قدرتهم على العلاج في المستشفيات الحكومية  إذ لا تستقبلهم المستشفيات الحكومية إلا في حالات حرجة كأن يكون الشخص العديم الجنسية هذا جلبته إلى المستشفى الحكومي سيارة إسعاف ويستقبلونه، وهم كارهون و يعالجونه ويضعونه في السجن، وإذا كان المرض مزمناً يصعب تشخيصه أو مُكلفاً فغالباً ما يتم تهميشه وإهماله في المستشفى الحكومي فيموت في نهاية المطاف.

 الخلاصة أن هذه الفئة لا تعامل بإنسانية على الإطلاق  في المستشفيات الحكومية إلا في حالة واحدة وهي أن يكون هذا المريض عديم الجنسية له شخص تجمعه به قرابة في القبيلة أو معرفة بطريقة ما فهنا قد يجد بعض العناية بحسب مكانة وتأثير هذا الشخص الذي يعمل في المستشفى .

وأيضا من المشاكل التي يعاني منها عديمو الجنسية في السعودية عدم قدرتهم على الزواج في محاكم الدولة بشكل رسمي، وإنما تتم زواجاتهم في مساجد بطريقة قديمة  وفي الفترة الأخيرة شددت الدولة السعودية على أئمة المساجد على عدم عقد هذه الزواجات التي لا تعترف بها الدولة، وإمام المسجد الذي يعقد أنكحة من هذا النوع لهذه الفئة يكون عرضة للمساءلة القانونية .

وأيضا من المشاكل التي يعاني منها عديمو الجنسية في السعودية عدم قدرتهم على التنقل بين مدن المملكة إلا بطريقة غير نظامية: تهريب أو تزوير إثبات رسمي يُمكن الإنسان من التنقل بين المدن .

وأيضا من المشاكل التي يعاني منها عديمو الجنسية في السعودية احتمالية ترحيلهم  لبلدان تتفق معهم الحكومة السعودية على استقبالهم مقابل أن تدفع لهم مبلغَ ماليةٍ معينة، وقد حصلت أشياء مثل هذه مع بعض الدول الأفريقية التي تلهث وراء المال.

إضافة إلى ذلك، يعاني عديمو الجنسية من التمييز ومعاملتهم بعنصرية في كثير من  النواحي الإجتماعية، ووصفهم بأوصاف عنصرية، واتباع سياسة تجعلهم لا شعورياً يتجهون إلى إنشاء أحياء خاصة يتقوقعون فيها تفتقد لأدنى مقومات الحياة الكريمة، وقد فككت الحكومة السعودية بعض الأحياء المهمشة في كثير من المدن وعلى وجه الخصوص في مكة وأجبرت سكانها إلى الانتقال للعيش والسكن في ضواحي خارج حدود الحرم.

بسبب هذه السياسات كوّن عديمو الجنسية  أحياءً من أراضي زراعية يبيعها لهم سماسرة عقارات بمبالغ تبدأ من خمسة ألف ريال سعودية ويرتفع سعرها، علماً بأن  هذه الأراضي  يملكها أمراء من الأسرة الحاكمة السعودية وناس من أصحاب المكانة الاجتماعية العالية الذين لهم صلة بالأمراء.

ويصل الحال ببعضهم أن يتعرضوا للإخلاء القسري من قبل الحكومة تحت حجة أن هذه أراضي تملكها الدولة والساكن معتدي عليها بطريقة غير نظامية، والحكومة السعودية تنتهج هذا النهج والسياسة حتى تكبل هذه الفئة وتجعلهم في فقر مدقع.

▪️ مداخلة مكتوبة للناشط محمد هاوساوي، في المؤتمر السنوي الأول لضحايا الانتهاكات في المملكة العربية السعودية الذي عقد بتاريخ 10 ديسمبر .2020

AR