بعد محاكمة تخلو من أبسط شروط العدالة، قد يقطع رأس شقيقي بأي لحظة!

21 يونيو، 2021

كان أخي حسين أبو الخير  قد توجه إلى السعودية، قادما من مدينة العقبة الأردنية، بتاريخ 18 أيار للعام 2014م حيث تم إيقافه في محافظة حقل بتهمة حيازة حبوب مخدرة في سيارته.

 تعرض أخي لمختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي، من قبل إدارة مكافحة المخدرات في محافظة حقل،  لمدة اثنا عشر يوما. وتحت وطأة التعذيب اعترف أخي بالتهم المنسوبة له، فحُوِل إلى سجن تبوك حيث بقي موقوفاً لأشهر دون عرضه على المحاكمة،  وقد أوضح لاحقاً في دفاعهِ المقدم لقضاة المحكمة عدم صحة التهم الموجهة له

وفي الثامن والعشرين من يناير لعام 2015 م حكمت المحكمة الجزائية بتبوك على أخي حسين أبو الخير بالقتل تعزير رغم كل الانتهاكات.

وقع علينا الخبر وقوع الصاعقة  على أبنائه، وزوجته، إخوته وأخواته، والأهل جميعا، والأصدقاء والجيران، كيف يلاقي حسين هذا الإنسان السائر في أقاصي الأرض يبحث عن رزق أبنائهِ وعائلته هذا المصير ظلما ؟؟

لم يظلم أخي حسين وحده بل انعكس هذا الظلم وهذه المعاناة على جميع أفراد العائلة  والاقارب والأصدقاء بدء من ابنه ذي الاحتياجات الخاصة مرورا ببناته إلى زوجته التي إلا معيل لها الا هو مع ستة أطفال صغار وإلى والدتي التي ابيضت عيناها وهي تتمنى عودته إليها ولم تكن تعرف أنه محكوم عليه بالإعدام وفارقت  الحياة وهي لا تعرف عن حكمه شيئاً .

وبكل الطرق حاولنا الدفاع عن أخي، في الاعتصامات السلمية أمام مبنى السفارة السعودية، وفي مراجعات الديوان الملكي ووزارات العدل والخارجية في الأردن، إلى البحث عن كافة السبل القانونية والدبلوماسية.

تواصلت مع وزارة الخارجية الأردنية وبعض النواب في البرلمان الأردني  وتواصلت أيضا مع السفير الأردني في الرياض، بعثت رسالة استرحام للملك سلمان  وارسلت رساله لسفارة السعودية في كندا من مكان إقامتي في كندا، وبسبب انعدام ثقتي بسبل الانتصاف  داخلَ السعودية، حاولت رفع ما حصل لأخي من انتهاكات، وتواصلت مع منظمات حقوق الإنسان في الداخل والخارج، التي بدورها عملت على القضية بالنواحي القانونية والدبلوماسية والإعلامية. كما ذهبت شخصياً إلى جنيف للتحدث عن قضية أخي أمام مجلس حقوق الإنسان، وكذلك في بريطانيا.

كلَ يوم وكلَ ثانية نعيش على أعصابنا  وكأننا ننتظر أن نسمع أخباراً صاعقةً خصوصا حين ينقطع الاتصال بيننا وبين أخي لمدة طويلة آخرها كان لمدة 7 أشهر، حيث لم يتكلم معنا إلا بعد أن تحركنا حقوقياً وعلى عدة أصعدة.

عائله بأكملها تعيش الظلم والقهر والترقب واخي حسين سجين غريب يعيش وحده هناك ولم يزره أحد سوى زوجته التي زارته في ظروف صعبة وقاسية للغاية واقصد بها  طرق التفتيش التي تتعرض لها المرأة قبل الدخول إلى الزيارة

قدمت أختي خلود مرتين طلب تأشيرة الزيارة  إلى القنصلية السعودية في عمان  وتم رفض طلبها.

لا يزال أخي مهدداً بالإعدام، رغم كل الانتهاكات التي تعرض لها، رغم التحركات القانونية والحقوقية التي قمنا بها. ولكن لا يزال لدينا أمل بأن العدالة والإنصاف لا بد أن يتحققا.

▪️ كلمة زينب أبو الخير، أخت المواطن الأردني حسين أبو الخير المحكوم بالإعدام في السعودية، في المؤتمر السنوي الأول لضحايا الانتهاكات في المملكة العربية السعودية الذي عقد بتاريخ 10 ديسمبر 2020.

AR