عائلات الضحايا: ضحايا أيضًا *

عائلات الضحايا: ضحايا أيضًا *

يواجه أخي خطر الإعدام بسبب تهم تتعلّق بأخي الأصغر وهو من النّشطاء الذّين شاركوا في المظاهرات وعبّروا فيها عن رأيهم. اعتقل أخي مع مئات آخرين، بعد المظاهرات التي شهدتها منطقة القطيف في البلاد، كرهينة لإجبار أخي الآخر على تسليم نفسه.

معاناتنا كعائلة بدأت منذ لحظة اعتقاله. فقد تعرّض للتّعذيب وسوء المعاملة في السّجن، وحرم من الحقّ في الدّفاع عن نفسه ومن التّواصل مع العائلة والخارج.

تمذ إحتجازه في السّجن الانفرادي لأشهر، منع عن رؤية الطّبيب رغم مرضه ، وأجبر على التّوقيع على اعترافات بعد التّعذيب، بعدها حكم عليه بالإعدام، وهو حاليًّا في قوائم المهددّين. حياة أخي ومئات الشّبان غيره توقّفت في اللّحظة التذي تمّ إعتقالهم فيها، وحلّت المآسي على عائلاتهم ومجتمعهم.

‎يرافق الخوف عائلتي كل لحظة، على حياة ابنها المعتقل وحياة أبنائها الآخرين خارج السجن، فالدّفاع عن أخي وحقوقه جريمة تعرّض باقي أفراد العائلة للخطر.

‎لا تنتهك السعودية حقوق السجين وتصدر أحكامًا تعسفيّة فقط، بل تستخدم هذه العقوبات لترهيبنا كعائلات وتخويف المجتمع ونبذ المعتقلين وتحرمه من الدّفاع عنهم وتناول قصصهم. تعاملت الحكومة السّعوديّة مع أفراد مجتمع كامل كمجرمين، وألصقت بهم التّهم، لتعبير بعضهم عن رأيه ومطالبته بحقوق مشروعة.

‎هدّدنا لعشرات المرّات بعدم التّواصل مع منظّمات حقوقيّة، لذلك أنا اليوم لا أستطيع أن أظهر صوتي وصورتي خوفًا على عائلتي من الانتقام، ورغم يقيني أنّ الصمت لا يزيل الخطر عن حياة أخي، إلاّ أن الخوف من مزيد من الإنتقام يمنعني من الظّهور إلى العلن. فالسّلطات نفذت أكبر إعدام في تاريخها وقتلت واحد وثمانين رجلًا، بعد وعودها الأخيرة بتخفيف حدّة الإعدامات.

تحرم السّعوديّة الشّبان من حقوقهم، وتستخدم التّعسف والإعدام على الشّبان، وتفرض الصّمت على مجتمع بكامله، ليكونوا عبرة لكلّ من يحاول الكلام والتّعبير، في الوقت الذذي تدفع الملايين في الخارج لتجميل صورتها.

*كلمة علي أشتر (عن لسان أخ أحد الضحايا المهددين بالإعدام) في المؤتمر السنوي الثالث لضحايا الانتهاكات في المملكة العربية السعودية الذي عقد بتاريخ 9و 10 ديسمبر 2022.

AR