صفقة رونالدو خطوة في سياق الغسيل الرياضي

قال وزير الرياضة السعودي عبدالعزيز بن تركي الفيصل، تعليقا على تعاقد نادي النصر مع لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو: (سندعم بقية أنديتنا لصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريبا)، مايؤكد العلاقة المباشرة للحكومة السعودية بهذه الصفقة أو بما يماثلها مستقبلا.

ويأتي التعاقد مع رونالدو ليمثل الخطوة الأكبر حتى الآن في نهج الغسيل الرياضي الذي اجتهدت فيه السعودية في السنوات الأخيرة، وباتت تنفق فيه أموالا طائلة، والذي تمارسه بالتزامن مع أسوأ سجل حقوقي تعيشه البلاد، بقيادة محمد بن سلمان، الذي يسيطر بشكل مطلق على كافة السلطات والقرارات في الدولة.

وفي الوقت الذي تمت فيه هذه الصفقة، يعاني الشعب من إضطهاد غير مسبوق على أكثر من صعيد، حيث نفذت السعودية مجزرة هي الأكبر في تاريخ البلاد بقتل ٨١ معتقلا دفعة واحدة في مارس ٢٠٢٢، ولازالت تتزايد الإعدامات المنفذة على تهم لا تندرج ضمن الأشد خطورة وفق القانون الدولي، كما يوجد حاليا ٦٠ معتقلا سياسيا على الأقل، مهددين بالقتل، بينهم قاصرين، مع مؤشرات على إحتمالية تنفيذ السعودية لمجزرة مروعة تشمل العشرات.

كما بلغ أضطهاد المرأة مستويات منفلتة، حيث أصدر القضاء الذي يتحكم فيه محمد بن سلمان بشكل كامل، أحكام مروعة بلغت قرابة قرن، على سيدات بسبب كتابتهن بعض الآراء العادية على شبكات التواصل أو التفاعل بإعادة التغريد، كسلمى الشهاب ونورة القحطاني والتونسية مهدية المرزوقي.

كما تمادت السعودية خلال السنوات الأخيرة في عمليات تهجير قسري واسعة، وتصاعد مستوى التعذيب الوحشي في السجون ولم تُستثنى منه حتى النساء، وتعرضت حرية التعبير لإستهداف شرس، وتم إستهداف جميع المدافعين عن حقوق الإنسان، وضاعفت من حالات الإخفاء القسري، وتزايد عدد المهاجرين من السعودية فرارا من القمع.

وفي وقت يتم بذل الأموال الطائلة، وصفقة مع رونالدو هي الأكثر كلفة في التاريخ الرياضي، يعيش الشعب وضعاً إقتصاديا ضاغطاً، تزايدت فيه أعداد الفقراء، وتراكمت بشكل غير مسبوق أنواعا مختلفة من الضرائب والرسوم.

ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان إن الغسيل الرياضي عبر التعاقد مع كرستيانو رونالدو، وما سبقه من خطوات مثل شراء نادي نيوكاسل، وإقامة الفعاليات الرياضية الكبرى، وبعض مظاهر الغسيل الترفيهي، بات يمثل توجها رسميا يستخدم للتغطية على فظائع الإنتهاكات والجرائم التي يقودها رسميا محمد بن سلمان.

AR