في تناقض مع الواقع: السعودية تدّعي موائمة إجراءات كورونا لحقوق الإنسان

14 يوليو، 2020

اعتبرت المملكة العربية السعودية أن جهودها في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) جرت في إطار نهج قائم على حقوق الإنسان، ضمن مسارين متوازيين يتمثلان في مكافحة الوباء والحد من انتشاره من جهة، ومعالجة الآثار المترتبة عليه أو على التدابير الاحترازية المتخذة للحد من انتشاره على حقوق الإنسان من جهة أخرى.

جاء ذلك في كلمة التي ألقاها رئيس قسم حقوق الإنسان في وفد المملكة بالأمم المتحدة مشعل بن علي البلوي أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ 44 المنعقدة في جنيف خلال الحوار التفاعلي مع المقرر المعني بحرية الرأي والتعبير وأثر (كوفيد ـ 19) عليهما في 10 يوليو 2020.

البلوي ادعى أن الأنظمة السعودية تتضافر لتعزيز حرية الرأي والتعبير مع مراعاة الحقوق الأخرى، وهو ما ينسجم تماماً مع المعايير الدولية ذات الصلة التي أخضعت حرية الرأي والتعبير لقيود ضرورية بموجب القانون. كما اعتبر أن القيود على حرية الرأي والتعبير لا يجب أن تفرض إلا بموجب أساس قانوني، وأن يكون هذا القيد ضرورياً ومتناسباً مع الهدف أو المصلحة المتوخّاة.

وفيما يتعلق بنشر المعلومات وتمكين الجميع من الوصول إليها، قالت السعودية أن الجهات المعنية في المملكة تقوم بنشر جميع المعلومات المتصلة بوباء كورونا (كوفيد – 19)، وأكدت الكلمة أن المؤتمرات الصحفية التي تعقدها وزارة الصحة والجهات الأخرى المعنية بشكل دوري متاحة لجميع وسائل الإعلام، كما توفر الحماية الضرورية للصحفيين في ظل هذه الجائحة اعترافاً بدورهم الأساسي.

وفيما يتعلق بالوصول إلى الإنترنت، أشارت الكلمة إلى أن أعداد المستخدمين للإنترنت تمثل شاهداً جلياً من شواهد إعمال هذا الحق، حيث بلغت نسبة الأسر التي لديها إمكانية النفاذ إلى الإنترنت حتى ديسمبر ٢٠١٩ م (٩٢،٧٧%) ومن المرجح أن هذه النسبة قد زادت خلال فترة انتشار جائحة كورونا. وأبان أنه امتداداً لجهود تعزيز حرية الرأي والتعبير، يجري حالياً مراجعة العديد من الأنظمة المتصلة بحرية الرأي والتعبير.

تؤكد المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن كلمة السعودية لا تعكس الواقع فيما يتعلق بممارستها خلال الجائحة، حيث وثقت المنظمة عددا من الانتهاكات. وبينما ادعت الكلمة احترام الحق في حرية التعبير، اعتقلت عددا من الأفراد بسبب تعبيرهم عن رأيهم في وسائل التواصل الإجتماعي. في 3 يونيو 2020، اعتقلت أحد مشاهير برنامج التواصل الإجتماعي المعروف بأبي الفدا. الاعتقال أتى بعد نشره مقطعا مصورا لأرفف الخبز خالية في أحد المحلات، داعيا الناس إلى أن تأخذ حاجتها فقط. إضافة إلى ذلك اعتقلت لاعب نادي النصر الدولي السابق فهد الهريفي بسبب تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر، تحدث فيها عن قرارات وزارة الداخلية فيما يتعلق بالإجراءات والقطاع الرياضي.

وفيما تغنت الكلمة بالقوانين التي تحمي حقوق الإنسان وبأنها تفرض القيود فقط بما يتلائم مع القوانين الدولية، فإن العبارات الفضفاضة في القوانين السعودية، لا زالت تفرض قيودا لا تتلائم مع القانون الدولي.

إضافة إلى ذلك، وفيما قالت الكلمة أن بلوغ نسبة وصول العائلات إلى الإنترنت 92 % يمثل شاهدا على إعمال الحق في الوصول، تؤكد المنظمة الأوروبية السعودية استمرار الحكومة بحجب المواقع الإلكترونية التي لا تتطابق مع سياساتها.

السعودية تحدثت أمام مجلس حقوق الإنسان عن إصلاحات لأنظمة متصلة بحرية الرأي والتعبير، إلا أن الوقائع تشير إلى أن مسار الإصلاحات التي تدعيها الحكومة، تقتصر على الترويج للمسؤولين والسياسات من دون أي تغيير جدي على الواقع.

وفيما قالت السعودية أن جهودها في مكافحة جائحة كورونا تنسجم مع حقوق الإنسان، تشير المنظمة إلى واقع منعها معتقلين في السجون بينهم معتقلي رأي من الاتصال بذويهم لمدة أشهر في ظل مخاوف على صحتهم وعلى الرغم من الدعوات الدولية الى تدابير استثنائية في ظل الجائحة تتضمن الإفراج عن المعتقلين.

 

AR