مقررون أمميون يثيرون مخاوف على سلامة الأميرة بسمة وابنتها

19 يونيو، 2020

في 6 أبريل 2020، أرسل المقررون الخاصون في الأمم المتحدة رسالة إلى المملكة العربية السعودية تتعلق بانتهاكات محتملة لحقوق الإنسان تتعرض لها الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز وابنتها سهود الشريف.

الرسالة أشارت إلى أن الحكومة السعودية منعتها وابنتها من السفر لطلب الرعاية الصحية للابنة، وأنهما اختفيتا بعد ذلك بشهر تقريبا، وأنهما حاليا معتقلتين في سجن الحائر بالرياض بدون توجيه تهم.

ووفقا للمعلومات التي تلقاها المقررون الخاصون، كانت الأميرة، ناشطة سياسية واجتماعية تعيش في لندن حتى العام 2015، وكانت تقيم في الآونة الأخيرة في السعودية. في 28 فبراير 2019 حاولت السفر إلى سويسرا مع ابنتها للحصول على رعاية طبية لحالة مرض القلب التي تعاني منها، وذلك بعد أن طلب طبيبين هذه الرعاية من خلال الإسعاف الجوي. عندما طلبت طائرة الإسعاف، أوقفتها السلطات السعودية من دون ذكر الأسباب، كما باءت كافة محاولتها اللاحقة لمغادرة السعودية بالفشل.

في 1 مارس 2019 ، حاصرت مجموعة من الرجال يرتدون ملابس مدنية منزل الأميرة بسمة وتدخلوا في نظامها الأمني ​​المصمم لتسجيل المتسللين المحتملين، واعترضوها عند عودتها من المطار، حيث وعودها بأخذها إلى لقاء خاص مع الملك، إلا أنهم بدلا من ذلك نقلوها إلى سجن الحائر. لم تعرف الأميرة بسمة سبب الاعتقال ولم يتم تقديم مذكرة اعتقال لها. في السجن بقيت الأميرة بسمة وابنتها بمعزل عن العالم الخارجي حتى أوائل أبريل، حين سمح لها بالاتصال بأحد أفراد عائلتها.

لم يتم توجيه تهم رسمية لها، ولكن من المرجح أن يكون اعتقالها انتقام من دعوتها لاحترام حقوق الإنسان والإصلاح الدستوري في السعودية. وكانت الأميرة بسمة من المنتقدين للنظام منذ ما يقارب العقد.

وتعمد الحكومة السعودية بشكل ممنهج إلى اعتقال وتعذيب وحتى إصدار أحكام الإعدام بحق منتقديها. العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان مثل وليد أبو الخير والشيخ سلمان العودة وحتى المدافعات عن حقوق الإنسان مثل لجين الهذلول، تم اعتقالهم وتعذيبهم انتقاما من نشاطهم. كما عمدت الحكومة، منذ تسلم ولي العهد محمد بن سلمان منصبه، إلى شن سلسلة من الاعتقالات بحق أمراء ومقربين من العائلة الحاكمة. اتسمت هذه الاعتقالات بالتعسف وانعدام العدالة حيث لم يتم تحويلهم إلى القضاء أو إخضاعهم إلى محاكمة، كما تحدثت معلومات عن تعرضهم للتعذيب.

المعلومات التي أرسلها المقررون أشارت إلى أن الأميرة بسمة في حالة صحية سيئة، حيث اضطرت الحكومة إلى نقلها إلى المستشفى عدة مرات خلال فترة اعتقالها. في ضوء أزمة “كوفيد” التي يُعتقد أنها حاضرة في سجون السعودية، أعرب المقررون عن أملهم في الإفراج عن الأميرة بسمة، بانتظار محاكمتها في نهاية المطاف.

ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن قضية الأميرة بسمة التي أثارها المقررون الخاصون، تبين طبيعة تعامل النظام السعودي مع كافة الأصوات التي تنتقدها أو تطالب بإصلاحات حتى لو كانت ضمن العائلة الحاكمة، وهو ما يبين أيضا الطبيعة الأحادية في الحكم وانعدام أي أفق للعدالة. وتؤكد المنظمة أن اعتقال الأميرة بسمة وابنتها، توضحان أن الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه ولي العهد محمد بن سلمان هما المسؤولان المباشران عن كافة الانتهاكات من الاعتقالات التعسفية والمحاكمات غير العادلة والحرمان من الحق في الدفاع عن النفس.

AR