التضامن الإجتماعي في العيد والمواساة: سلاح في وجه اضطهاد الحكومة السعودية للشعب

23 مايو، 2020

مشاعر من الخوف والحزن والترقب، تطغى على أي مشاعر في بيوت كثيرة في المملكة العربية السعودية، مع حلول عيد الفطر هذا العام. ففيما يواجه العالم جائحة فيروس كورونا، ومع المخاوف من انتشاره في السجون، تُحرم عائلات في السعودية من رؤية أبنائها المعتقلين في السجون مع منع الزيارات، وتأكيد بعض الأسر إنقطاع الاتصالات الهاتفية لأسباب غير مفهومة. يأتي ذلك في ظل إشاعات يتكرر تداولها تثير مخاوفهم على صحة وحياة أبنائهم، وعدم اتخاذ اجراءات تطمينية كافية، وإيجاد بدائل أو حلول لانقطاع الزيارات.

من بين المعتقلين 23 قاصرا تمكنت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان من إحصائهم، في ظل انعدام الشفافية لدى الحكومة في أرقام المعتقلين وما يتعلق بهم، تأكدت المنظمة أن بينهم 13 يتهددهم الإعدام في مراحل قضائية مختلفة. القاصرون الذين رصدت المنظمة تعرض معظمهم للتعذيب وسوء المعاملة، يفتقرون للتواصل الكافي مع أسرهم مع إقتراب العيد وفي ظل هذه الظروف، فيما يتزايد القلق عليهم.

وراء قضبان السجون السياسية أيضا، تقبع 46 إمرأة، بينهن من ستحرم من رؤية أطفالها في العيد ومن ستحرم من عائلتها، في استمرار للضغوط والانتهاكات التي تعرضن لها، ومن بينهن من يواجهن تهما تتعلق بالتعبير عن آرائهن أو مارسن حقوقا مشروعة، فيما لا تتوفر معلومات كافية عن قضايا أخريات.

عائلات أخرى تفتقد الأب خلال العيد، حيث تعتقل السعودية تعسفيا مئات الآباء -على الأقل- وتهدد العديد منهم بالإعدام، وتمارس بحقهم مختلف أنواع الإنتهاكات.

إلى جانب العائلات التي تترقب مصير أحبتها وتتمنى تجدد جَمْعِهم في العيد أو أن تلقاهم في زيارة، توجد عائلات أخرى فقدت أحبتها ظلما، بأحكام إعدام جائرة وبعد محاكمات وسنوات من التعذيب والقهر. ألم الفراق لم يخفت مع الوقت، خاصة أن السعودية لم تسمح لهم بوداع أحبّتهم أو معرفة مكان دفنهم، حيث يشير توثيق المنظمة الأوروبية السعودية أن الحكومة تحتجز وتغيب 86 جثمانا، بينها جثامين تعود لقاصرين تم إعدامهم. وكان صحيفة الواشنطن بوست قد أشارت في تقرير أن مسؤول حكومي سابق لاجيء في كندا، على معرفة بمكان الجثامين، دون تفاصيل إضافية.

ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أنه فيما يحلّ عيد الفطر هذا العام على العالم أجمع محمّلا بالتباعد الإجتماعي والقلق، فإن عدم قيام الحكومة السعودية باتخاذ أي خطوة لتخفيفه على العائلات مثل الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات تعسفيا، وخاصة الأطفال منهم، وإتخاذ إجراء قانوني واضح وصريح وملموس في سقاط أحكام الإعدام بشكل نهائي عن القاصرين، تنفيذا لوعودها، يظهر القسوة والتعنت في التعامل.

وفيما تمنع السلطات السعودية الزيارات إلى السجون بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، فإن عدم إيجاد تدابير لتخفيف وطأة ذلك على المعتقلين والعائلات، مثل تكثيف الاتصالات وإطالة أوقاتها، أو السماح بمكالمات فيديو، أو زيارات بحواجز وتباعد، يبين عدم اكتراثها بالوضع النفسي والاجتماعي الصعب الذي يعيشونه. كما ترى المنظمة أن الاستمرار في احتجاز الجثامين، وعدم تسليمها لدفنها بشكل لائق هو عمل إنتقامي يُعذب العائلات نفسيا.

تقف المنظمة الأوروبية السعودية إلى جانب العائلات والمعتقلين والمعتقلات في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها العالم، وتؤكد أن التضامن الإجتماعي، وإقتراب المجتمع من أسر الضحايا اللذين يتعرضون للانتهاكات، المواطنين منهم والمقيمين، يخلق بيئة داعمة للضحايا وأسرهم. إن المواساة الإجتماعية والتواصل مع أسر الضحايا، لهما أثر بالغ في تخفيف المعاناة النفسية التي يمرون بها في العيد، والناتجة عن الاضطهاد الموسع الذي تمارسه الحكومة السعودية ضد قطاعات متنوعة من الشعب.

AR