في يومها العالمي: حرية الصحافة في السعودية مكبلة بممارسات الحكومة ولا حرية في الأفق

3 مايو، 2017

في حين يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من شهر مايو في كل عام، لا زالت المملكة العربية السعودية تمارس مختلف أساليب القمع بحق الصحافة والصحافيين فيها، من خلال منع كل أنواع التعبير الحر عن الرأي، إضافة إلى ملاحقة وإعتقال ومحاكمة ممارسيه.

وكانت الأمم المتحدة قد إختارت عنوان: عقول متبصرة في أوقات حرجة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع، شعارا لليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2017.

يقبع كتاب وصحفيين ومدونين في السعودية خلف القضبان، على خلفية تعبيرهم عن أراء تصنفها السعودية كجريمة. ففي بداية العام 2017، حكمت المحكمة في السعودية على الكاتب نذير الماجد بالسجن سبع سنوات على خلفية كتاباته التي طالب فيها بالحقوق، فيما  يقضي الصحفي علاء برنجي حكما بالسجن لمدة سبع سنوات على خلفية تهم بينها تغريدات عبر موقع تويتر، وتهم أخرى تتعلق بتعبيره عن رأيه، أما المصور جاسم مكي آل صفر فيقضي عقوبة بالسجن 7 سنوات بتهم بينها رفع صور، والإلتقاء بصحفيين أجانب.

لم  تكتف الحكومة السعودية بالملاحقات والإعتقالات، ففي فبراير 2014، أقدمت على قتل المصور حسين الفرج أثناء تصويره ماتقوم به من إنتهاكات في إقتحام البيوت، وقبله قتلت المصور زهير السعيد في فبراير 2012 حينما كان يصور مظاهرة في مدينة العوامية. كما إنها حكمت على الشاعر أشرف فياض بالإعدام بسبب قصائده قبل أن تخفف حكمه إلى السجن 8 سنوات في حكم لم يحسم نهائيا بعد. فيما حكمت على المدون رائف بدوي بالجلد 1000 جلدة مع السجن عشر سنوات.

وحكمت على الشاعر والكاتب عادل اللباد بالسجن ثلاثة عشر عاما جراء بعض قصائده التي استنكر فيها قتل المتظاهرين، وكتاباته التي طالب فيها بالحقوق والحريات.

إضافة إلى ذلك اعتقلت السعودية الكاتب طراد العمري منذ نوفمبر 2016 على خلفية مقالات تطالب بالإصلاح، كما تم الحكم على الكاتب زهير كتبي بالسجن أربع سنوات بسبب مطالبته بالإصلاح خلال مقابلة تلفزيونية، فيما حكم الإعلامي الشيخ وجدي الغزاوي لمدة إثني عشر عاما بسبب مشاركاته الإعلامية التي إنتقد فيها الفساد وطالب بالتغيير، كذلك يقبع في المعتقل الكاتب محمد الخويلدي، والإعلامي الشيخ جلال آل جمال، والإعلامي علي جاسب التحيفة، والكاتب زكريا صفوان، وغيرهم.

هذا الواقع، إضافة إلى منع الوسائل الإعلامية الحرة، والتضييق على كافة وسائل التواصل الإجتماعي، يعكس مستوى حرية الصحافة في السعودية، حيث إعتبرت منظمة مراسون بلا حدود في تقريرها السنوي، أن الوضع فيها خطر للغاية وفي تراجع دائم، حيث أنها تحتل المركز 168 متراجعة ثلاثة نقاط عن العام الماضي. كما أن المنظمة تضع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز على قائمتها لصيادي حرية الصحافة.

منظمة فريدوم هاوس أشارت في تقريرها إلى أن السعودية ليست بلدا حرا، كما لا تمتلك قانونا لحرية المعلومات يتيح للجماهير الوصول إليها، كما أنها لا تكشف عن مواضيع حساسة بينها الإنفاق الحكومي ومنح أفراد الأسرة الحاكمة.

إن المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، تؤكد أن الواقع في المملكة العربية السعودية، يتجه إلى المزيد من السوداوية فيما يتعلق بحرية الصحافة فيها. ففيما يروج الساسة إلى تغييرات على عدة أصعدة في البلاد من خلال رؤية 2030، لم تلق حرية الصحافة في البلاد أي نوع من الإهتمام حتى على الصعيد الدعائي.

وتشير المنظمة إلى أنه فيما يحتفل العالم باليوم العالمي للصحافة مسلطا الضوء على دور الوسائل الإعلامية في بناء وحماية المجتمع، يواجه الصحفيون والمدونون والكتاب في السعودية عقوبات قاسية لمجرد تعبيرهم عن رأيهم.

إن المنظمة تؤكد على أهمية العمل بشكل جدي وفعال على المستوى الدولي من أجل حث الحكومة السعودية على القيام بإلتزاماتها، وتعزيز حرية الصحافة وحماية ممارسيها، وعدم رميهم خلف قضبان السجون بسبب ممارستهم حقوقهم المكفولة.

AR