عيد الأم في السعودية: أمهات يواصلن نضالاً عظيماً أمام آلة القمع الوحشية

21 مارس، 2019

في الوقت الذي يحتفل العالم العربي اليوم  (21 مارس) بعيد الأم تكريماً للأمهات على دورهن العظيم في حياة أبنائهن، وفي المجتمع، تواصل العديد من الأمهات في المملكة العربية السعودية نضالهن في السجون، كما تناضل أخريات منهن لرفع السيف المسلط على رقاب ابنائهن المحكومين بالإعدام، أو المحكومين بالسجن لمدد طويلة.

فبالرغم من قساوة السجن وبشاعة التعذيب الوحشي الذي تتعرضن له الناشطات النسويات، الممزوج بحرمان العديد منهن من ابنائهم وأسرهن، لا زلن مصرّات على مواصلة النضال في السجون عبر رفضهن الخضوع لإملاءات الجلادين والاستجابة لمطالبهم. حيث كشف عادل الهذلول تقديم عرض لأخته لجين الهذلول بالإفراج عنها مقابل قيامها باستدراج الناشطات النسويات اللاتي  يعشن في الخارج، ولكنها رفضت ذلك.

ومن بين النساء الأمهات المعتقلات في السجون السعودية، سمر بدوي، التي حرمت ابنتها جود (5 سنوات) من حنان الأب والأم بسبب اعتقال والديها على خلفية نضالهما الحقوقي والسلمي.  وإلى جانبها، تقبع الناشطة نسيمة السادة محرومة من أبنائها موسى وعلوية ومصطفى، كما تقبع أيضاً في السجن الناشطة إيمان النفجان محرومة من أبنائها الثلاثة، فيما تحرم مريم قيصوم من أطفالها عبدالله وسكينة وعلي وأمير. وكذلك هو حال فاطمة آل انصيف المبعدة قسريّا عن أولادها الثلاث، وكذلك هي أمل الحربي وطفليها دينا ومروان ، ومياء الزهراني وابنها خالد، وأيضاً هيلة القصير المحرومة من ابنتها الوحيدة الرباب. إضافة إلى ذلك، تنتقم الحكومة السعودية من الأم المسنة عايدة الغامدي باعتقالها منذ عام على خلفية نشاط ابنها عبد الله الغامدي.

المعتقلات تتشاركن النضال والمعاناة مع أمهات المعتقلين اللواتي تترقبن بخوف مستقبل حياة أطفالهن التي تهددها الحكومة السعودية بعد أن حكمت عليهم بالإعدام. فحتى اليوم لا يزال 8 أطفال على الأقل محكومين بالإعدام بعد ان عانوا لسنوات في السجون وبعد محاكمات غير عادلة.

وفي كل عام تجدد الأمهات رفع أصواتهن للمطالبة بالإفراج عن أطفالهن وإعادتهم إلى حضنهن ورفع سيف الظلم عن رقابهن بعد سنوات في المعتقلات. ومن بينهم نصرة آل أحمد أم علي النمر، التي تتحدث يومياً عن معاناة ابنها في المعتقل، وأمل المصطفى أم عبد الكريم الحواذذ1ج وغيرهن.

نضال ومعاناة الأمهات في السعودية لا تنتهي خلف القضبان فحسب، بل تستمر أحياناً حتى بعد تنفيذ أشد العقوبات بحق أبنائهم، حيث لاتزال أمهات تطالبن بإعادة جثامين أبنائهن إليهن من أجل توديعهم ودفنهم بشكل لائق. فعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات، لا زالت والدة الطفل علي الربح الذي أعدم في يناير 2016 بعد محاكمة غير عادلة وبناء على تهم حصلت حينما كان طفلاً ، تطالب

بجثمان ابنها.  وإلى جانبها والدة داعية العدالة الاجتماعية الشيخ نمر باقر النمر الذي أعدم بعد محاكمة بالغة الجور بسبب آراءه السياسية والدينية. سياسة احتجاز الجثامين التعسفية تمارس على نطاق واسع في السعودية، في عهد الملك سلمان، فلقد وثقت المنظمة 32 حالة احتجاز لجثامين فقط منذ استلامه للحكم.

في يوم الأمهات، تجدد المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان توجيه التحية لنضال النساء في السعودية، الذي يواجه بأقصى درجات الظلم، وينتهك حق النساء في ممارسة أمومتهن، إما من خلال الإعتقال أو من خلال إعتقال الأبناء وتهديدهن. وتدعو المنظمة في عيد الأم لدعم أمهات السعودية بمخلتف الأساليب والسعي لضمان حقوقهن والمطالبة بالإفراج عن المعتقلات منهن.

AR