في سابقة خطرة: النيابة العامة في السعودية تطالب بقطع رأس المدافعة عن حقوق الإنسان إسراء الغمغام

15 أغسطس، 2018

برزت أنباء مروعة من المملكة العربية السعودية حول طلب النيابة العامة عقوبة الإعدام بحق المدافعة عن حقوق الإنسان إسراء الغمغام، في سابقة خطرة في البلاد، حيث أنها المرة الأولى التي تطالب النيابة العامة بعقوبة الإعدام بحق ناشطة.

وبحسب الأخبار التي المتداولة والتي تحققت منها المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، فإن محاكمة الغمغام بدأت مؤخرا في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، وذلك بعد ٣٢ شهرا من إعتقالها.

ووفقا للمصادر، فإن إسراء واجهت المحاكمة من دون أي محام. في السياق أضطر والدها لنشر رسالة عبر برنامج واتساب وتم تداولها بشكل واسع، طلب فيها تبرعات بمقدار 300 ألف ريال سعودي، لدفع تكاليف تعيين محام لها. بعد ذلك حصل على تضامن إجتماعي وتلقى عروضا تطوعية من محامين للدفاع عنها.

وإسراء الغمغام مدافعة معروفة عن حقوق الإنسان في محافظة القطيف. قادت مظاهرات سلمية مؤيدة للديمقراطية خلال فترة “الربيع العربي”. وعلى الرغم من إداركها للمخاطر وتقييد الحكومة السعودية للحريات، إستمرت في نشاطها المطالب بالحقوق الأساسية المدنية والسياسية مثل حق التجمع والتعبير السلميين، وطالبت بإطلاق سجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، كما عبرت عن آرائها السلمية في منصات التواصل الإجتماعي، ما جعلها عرضة للإستهداف من قبل الحكومة السعودية.

في 8 ديسمبر 2015 أعتقلت الغمغام مع زوجها تعسفياً، بعد إقتحام عنيف من القوات السعودية لمنزلها، فيما لم تبلغ العائلة بالإعتقال ولم تكتشف ما حدث إلا بعد زيارة منزلها ومشاهدة التخريب والفوضى من أثر الإقتحام.

تتبع المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، للحالات السابقة، يشي أن طلب النيابة العامة لعقوبة الإعدام يُعد مرجحاً خطرا إلى أن نتيجة محاكمة إسراء هي الإعدام، مثل حالة الطفل علي النمر على سبيل المثال، ذلك إن الآليات الحكومية التي تحيط بقضية الغمغام ليست مستقلة وتتبع بشكل مباشر إلى الملك سلمان بن عبد العزيز. فجهاز رئاسة أمن الدولة أُنشيء من قبل الملك ويرجع إليه مباشرة، والقضاة يعينهم الملك، والنيابة العامة ترتبط بشكل مباشر بالملك. كل هذه الآليات تخضع للسيطرة الكاملة من الملك، وبالتالي فإن معظم هذه المحاكمات “شكلية” ونتائجها محددة مسبقا بما يخدم الحكومة.

المحكمة الجزائية المتخصصة تشتهر بإفتقارها إلى العدالة في إجراءاتها القانونية وغياب ضمانات العدالة، وتستخدم في محاكماتها قانون مكافحة الإرهاب وتمويله2017، والذي يتم إستخدامه بشكل دائم لمقاضاة النشطاء، وقد تعرض لإنتقادات شديدة جراء صياغته بشكل جائر لا يتسق مع معايير القانون الدولي، وبالتالي فإن الغمغام تخضع لمحاكمة جائرة بإستخدام قوانين معيبة، يمكن إعتبارها محاكمة شكلية.

المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ترى أن طلب إعدام المدافعة عن حقوق الإنسان إسراء الغمغام، ياتي في قمة السياق الواسع من إضطهاد المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية تحت ذرائع الأمن القومي، وتجريم ما يقمن به من نشاط مشروع. وهذا النهج يزيد القلق من إحتمالية إقدام الحكومة على خطوات إنتقامية قاسية ضد الناشطات اللواتي أعتقلن مؤخرا وبينهن عزيزة اليوسف وسمر بدوي ولجين الهذلول ونسيمة السادة.

وتؤكد المنظمة أن إسراء الغمغام هي سجينة رأي ومدافعة عن حقوق الإنسان لم ترتكب أي جريمة تستحق عقوبة الإعدام، كما أن المحاكمة التي تخضع لها ليست سوى “محاكمة صوريّة” تفتقر إلى الضمانات الأساسية. كما تشدد المنظمة على أن السعودية تنتهك القانون الدولي كما القوانين المحلية في تعاملها مع المدافعين عن حقوق الإنسان.

AR