المدافعتين عن حقوق الإنسان نوف ومياء ينضمان لضحايا (إصلاحات) ولي العهد

17 يوليو، 2018

إعتقلت الحكومة السعودية المدافعة عن حقوق الإنسان نوف عبد العزيز الدوسري في 6 يونيو 2018. المعلومات أشارت إلى أن إعتقالها تم بعد مداهمة قوات أمنية لمنزلها وأقتيدت إلى مكان مجهول.

وكانت نوف قد توقعت إعتقالها، حيث طلبت نشر رسالة لها في حال حدوث ذلك، أشارت فيه إلى أن سبب الإعتقال هو مساعدتها ضحايا الإنتهاكات ومواقفها التي تصب في الدفاع عن حقوق الإنسان. بعد أيام من إعتقالها، وفي 9 يونيو 2018 إعتقلت السعودية المدافعة عن حقوق الإنسان مياء الزهراني بسبب نشرها مقال صديقتها نوف وتضامنها معها.

ومنذ العام 2008بدأت نوف مشوار الكتابة والإعلام في عدة مؤسسات إعلامية، ممارسة لأدوار متنوعة، وذلك وفق ما أوضحت في حوار أجرته معها صحيفة ألكترونية محلية في أغسطس 2011، كما كان لها حضور واسع عبر التفاعل مع أنشطة خارج البلاد مثل إختيارها ضمن سفراء مبادرة “تغريدات” التي تهدف لإثراء المحتوى العربي الرقمي.

دأبت نوف على إطلاق العديد من الحملات الحقوقية المناصرة لمعتقلي الرأي، وشاركت في خطوة جريئة بهدف رفع سقف المشاركة السياسية للمرأة عبر توجهها للتسجيل في قيود الناخبين لإنتخابات المجالس البلدية في 2011 رغما عن عدم السماح رسميا للمرأة بالإنتخاب أنذاك، حيث لم يسمح به رسميا إلا في 2015، كما تنوعت مجالات إهتمامها الحقوقية لتخرج عن الإهتمامات السائدة، حيث شاركت بكتابات عن حقوق ذوي الإعاقة وأولت إهتماما بعديمي الجنسية “البدون”.

قدمت مقالات متنوعة، برز من خلالها إهتمامها بإصلاح الشأن العام، فقد كتبت في يناير 2018 مقال (حين تُسلب الإرادة ويتواطئ القانون) وذلك على إثر القضية التي عرفت بـ #قاتل_فتاة_تبوك. كما قدمت في أكتوبر 2017 مقالاً مشتركاً يعنى بتوثيق نضال المرأة في السعودية عبر إستغلال المساحة التي أتاحها الأنترنت: (توثيق حراك حقوق المرأة على شبكة الإنترنت في المملكة العربية السعودية). وكذلك أسهمت بتقارير خبرية عديدة عن واقع الإعتقالات التعسفية للمدافعين عن حقوق الإنسان.

وعلى مستوى الخليج والعالم العربي، أظهرت نوف مواقف تضامنية متعددة، وقد كانت آخر خلفية وضعتها في حسابها تويتر صورة من حساب المدافع عن حقوق الإنسان الإماراتي أحمد منصور الذي يقضي في الإمارات حكما بالسجن 10 سنوات على خلفية نشاطه الحقوقي.

تظهر تغريدات جمعتها المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان مواقف متنوعة لنشاط نوف بنت عبد العزيز، منها ما دعم القضية الفلسطينية “دائما وأبدا شاء من شاء وأبى من أبي، ولا عزاء لأعداء الحق #القدس_العاصمة_الأبدية_لفلسطين”. وإنتقدت القضاء حيث كتبت” ما يبون يضعون كاميرات عشان عارفين أنه القضاء ليس عادل”، وطالبت بحرية التعبير عن الرأي حيث نقلت عبر تغريداتها أقوال بينها “لن نستفيد من إسكات الصوت الذي نكرهه سوى أننا أعطينا مشروعية لغيره لإسكاتنا “كما أوضحت في تغريداتها موقعيتها بين الظالم والمظلوم، ومساندتها المستمرة لأصحاب الحقوق المضطهدة: “لم أذعن لأي سلطة ولم أداهن أي مسؤول ولم أدر ظهري لأي مظلوم، وكفى بهذا شرفا”. كما تضامنت نوف في تغريداتها مع معتقلي الرأي ونقلت الأخبار حول الإنتهاكات التي تعرضوا لها.

إضافة إلى تويتر، نشرت نوف مقالاتها ومواقفها وآرائها عبر موقع الفيسبوك وفي تدوينتها الشخصية التي حجبت لاحقا، حيث كانت تكتب فيها عن انتهاكات حقوق الإنسان، وبينها حول التهم التي واجهها إصلاحيو جدة المعتقلون. أكدت نوف في منشورتها تعرض حسابتها الخاصة للتخريب العمد، في محاولة لترهيبها أو إغلاق حساباتها.

إعتقال المدافعتين عن حقوق الإنسان نوف الدوسري ومياء الزهراني، تأتي بعد حملة إعتقالات بدأت في منتصف شهر مايو 2018 وطالت عددا من الناشطين والناشطات في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة.

ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن قضية المدافعة نوف، تؤكد الخطر والتهديد المستمر الذي يحوط بالنشطاء في السعودية، حيث كانت وطوال السنوات الثمان الأخيرة، تحت إحتمالية الإعتقال في أي لحظة. كما إن مضي قرابة 6 أسابيع على إعتقالها وإعتقال صديقتها مياء، دون توافر معلومات لدى أفراد وجماعات المجتمع المدني في السعودية حول أوضاعهن القانونية، يؤشر إلى أن الإعتقالات في السعودية بمثابة تغييب كامل وتام للناشط وأخباره. إضافة إلى ذلك يشير التغييب إلى مستوى التكتم الذي يمارسه أصدقاء وذوي الممعتقلين نتيجة لحالة الترهيب والترغيب التي تمرست عليها الحكومة السعودية.

AR